لم
يقف العرب في يوم من الأيام مع القضايا المحقة، لم يتكاتفوا ولم يجتمعوا
إلا كخفافيش الليل ليتعاهدوا على الشر، كما فعلوا مع سوريا الأسد ليضربوا
إستقرارها وليفرضوا عليها إملاءات أسيادهم الأمريكيين ومن ورائهم إسرائيل
وليقبضوا الأثمان الزهيدة ويرقصوا على جثث أطفالنا ونسائنا وشبابنا الذين
سقطوا في سوريا في معركة الكرامة التي لم تبدأ فصولها الجدية بعد.
أخذ
العرب قرارهم في المضي نحو كسر سوريا وزعزعة إستقرارها، كيف لا وهم يرون
أن هذه القيادة وهذا الشعب هو الأمل الأخير ورهان كل مستضعفي العالم الذين
رفضوا العيش تحت أقدام الإدارة الأمريكية أم الإرهاب والتي لم تكترث في يوم
من الأيام ولم تحرك ساكناً أمام المجازر الصهيونية بل كانت الداعمة لها
سياسياً ولوجيستياً، ما الفرق بين نبيل العربي وغابي أشكينازي ما الفرق بين
حمد وبيريز ! لا شيئ لا على الإطلاق، لقد أصبحت تفوح من إجتماعات القادة
العرب رائحة نتنة تذكرنا بالرائحة التي شممناها عندما كانت إسرائيل تقتل
شعب فلسطين وتدمر منازله، وتذكرنا بالرائحة التي كانت تفوح من طائرات العدو
الإسرائيلي الأمريكية الصنع في تموز يوليو 2006 ألم تكن رائحة النفط
العربي!.
في
خضم كل هذا التخاذل والإنحلال، وفي زمن باعة الضمير والوطن الذين ظنوا أن
سوريا لوحدها وأن شرفاء العالم سيقفون مكتوفي الأيدي وهم ينظرون كيف تحلق
العرب على مائدة صهيونية ليأكلوا سوريا، لا بد أن نذكرهم هنا أنهم يأكلون
في بطونهم نارا، على الحكام العرب أن يسمعوا ويتمعنوا ويدققوا ويراجعوا
حساباتهم، فوالله إن قادم الأيام لن يحمل لهم إلا الويلات، ولن يبقى لهم
أوطاناً ليترحموا عليها، قد يقول البعض لقد سأمنا هذا الكلام وها هي
القيادة السورية تقدم التنازلات، وأنا أقول لكم إن كل ما تقوم به القيادة
السورية هو لإلقاء الحجة على الجميع لكي لا يلومها أحد عندما تتحول المنطقة
وربما العالم الى كتلة نار مشتعلة، فلديها رجال ليس فقط في سوريا إنما في
كل بقعة من بقاع الأرض جاهزون ومستعدون للدفاع عن سوريا بالنار وبالدم
القاني وبأظافرهم.