إلى روح الشهيد البطل العميد الركن عدنان ديب
هبت ملائكة السماء إلى اللقاءْ واستنفرت واصطف جمع الأنبياءْ
فبجنة الفردوس عرس عميدنا نعم العريس يزف في كبد السماءْ
في الأرض ودعك الجميع بحسرة وبكاك كل الأتقياء الأنقياء
هاأنت ترفع للجنان مخلداً ودليلنا صدق الولاية والولاء
لما قدمت إلى روابي جبلة في النعش طار الأهل شوقاً للقاء
والنعش أسرج كالجواد مضمراً والفارس المقدام أنت بلاانحناء
قم وامتط ظهر الخلود إلى السما فجوادك النعش المكلل بالصفاء
رفعت أيادي الأمهات بدعوة وتعطرت آذان من سمع الدعاء
فهو القريب يجيب دعوة من دعا والمؤمنون دعائهم خرق الفضاء
بدموع كل الأمهات تساؤل عن قاتلين شهيدنا من هؤلاء
ياسيدي كشفت لنا أسرارهم وبدا لنا ماكان يطبخ في الخفاء
فالحج عندهم لبيت أبيضٍ والصوم عن دفع الزكاة هو الذكاء
وصلاتهم لأميرهم وجهادهم في كسب ود الغانيات من النساء
هم يسكنون بأرضنا بجزيرة متصهينون ويضمرون لنا العداء
فلقد تجمع في الخليج حثالة للأمر بالإجرام وامتهنوا البغاء
قتلوا بإعلام لهم وبمالهم شهداءنا الأبطال والتزموا الرياء
فذكاءهم في الكون مشهود له لكنه في عرف سوريا غباء
ظنوا بأنهم نجوا بفعالهم ودمشق سوف تريهم كيف الجزاء
ماذا أقول بوصفهم ياسيدي وأنا أضيع فيهم حتى الهجاء
فهم أبالسة الزمان استكبرواواستنفروا للقتل جيش الأشقياء
هل عاد قابيل لقتل أخوةأم عاد من صلب المسيح بلا حياء
هل عاد قاتل حمزة في غفلة أم عاد من قتل الحسين بكربلاء
وإذا قريش قد تجمع كلها متواطئين لقتل خاتم أنبياء
جاؤوا فراش محمد فتفاجئوا من في الفراش يجابه الموت الفجاء
هذا علي والعلي حمى لنا بيت النبوة إنه رمز الوفاء
وكذاك بشار يمثل أمة وهوالمجابه وحده شر البلاء
واليوم قبل غد سينتصر الذي هو من سلاسة حافظ والأولياء
فالجند أشبال الاسود واستنفروا ليجابهوا من فكروا بالإعتداء
بقيت بأرض العرب دولة بعثنا فهي الوحيدة في مواجهة الوباء
عدنان أنت فقيدنا برصاصة دين الحبيب المصطفى منها براء
غدر الزمان كفردبيل حزينة في كل بيت مأتم وبه العزاء
قتلوك ياابن الأكرمين وشوهوا أرواحهم وتسابقوا نحو الفناء
في الخلد أنت مكرم ياسيدي وجهنم مثواهم بئس الثواء
قتلوك وانتشر العبير على الثرى فغدا التراب معطرا بشذا الدماء
قتلوك فاحتجت ملائكة السما قالت كفاكم تقتلون الأبرياء
دمك الزكي روى تراب بلادنا لاليس مثل دم الشهادة في النقاء
شع السناء من الثرى متصاعدا لما نزلت الترب وانبعث الضياء
ها أنت في مضر تشع نضارة وعلي من عليائك استلم اللواء
هم منك كالضوء المشع تلألؤا حتما سينضح بالذي فيه الإناء
وهلا هبا والأم قالوا دمعة وبدمعة الخنساء يختصر البكاء
في حينا زرع النضال بذوره وبأرضنا نبتت كروم الكبرياء
من عهد صالح أثمرت أشجارنا وثمارها نصر تعانقه السماء
يا ميسلون العز أنت ضميرنا وشهيدك رمز الشهادة والسماء
سلطان باشا ليس ينسى ذكره دمه تأصل من دماء الأوفياء
وغد الإبراهيم في حلب أخاًفلقد تلاقوا في الشجاعة والمضاء
والحافظ العربي ليس كمثله في الحلم أو في البأس أو في الإرتقاء
صان البلاد بوحدة وطنية حتى كأن الناس كلهم سواء
فالدين لله المهيمن وحده والأرضوالوطن الكبير لمن يشاء
درزينا درز العدو رصاصه سنينا سن السيوف على البلاء
علوينا على مشانق غاصب والعيسوي لمن بغى جهر العداء
شيعينا بالحب شيع من قضى نحو الخلود وجاد بالروح العطاء
فهنا توحدت الرسائل كلها والحب في الله العظيم هو الإخاء
ياسيدي لما ارتفعت عن الثرى هبت ملائكة السماء إلى اللقاء