أصبحت العمة هيلاري عضواً مهماً في معارضة الخارج السورية، كما غدا العم روبرت فورد جزءاً من تنسيقيات الداخل المعارضة، بينما طُوِّب الخال برنارد ليفي منظّراً للثورة السورية الملونة، منافساً بذلك الشيخ العرعور مبشّر ثورة الأبيض والأسود من "قندهار حماة" إلى "تورا بورا جبل الزاوية" ، حتى احتارالجيران أهذي هي أسرة سورية أم أفغانية !؟
وقد وصلت كلينتون إلى استنبول أمس لتستمع إلى تقرير ربيبها أوغلو و تسدد تكاليف سفر الأقارب المشاركين في المؤتمر ونفقات إقامتهم (300 معارض لا يعرف السوريون منهم سوى بضعة أشخاص ومن خلف الشاشات) حيث يناقشون كيفية بناء الجمهورية السورية الفاضلة في خمسة أيام من دون معلم، وفي اليوم السادس سيدخل ليفي وفورد وهيلاري في دين الإسلام ويؤم بهم المفتي العرعور قبل قيادة الأسرة السورية الكبرى لتحرير القدس.. من الفلسطينيين، بعد تحرير سورية من عروبة الأمويين ...
هذا على جبهة المعارضين أما في جهة المؤيدين، فما زال عجائز الحزب الواحد واتحاد العمال والفلاحين متحكمين في حراك الشباب ونفي الموهوبين، ولا خلاص لهم قبل تقاعد المقعدين وإعادتهم إلى مضاربهم وعشائرهم برفقة مطربتهم المفضلة سارية السواس لتذكرهم بأمجادهم التي دمرت البلاد وسحقت العباد ..
وبما أني فرد غير متطرف في الأسرة السورية المتصارعة، أتحرك مرة نحو يمين خط الوسط ومرة إلى يساره، بحسب صدمات الأحداث المتلاحقة في كل دقيقة، أقترح أن ينتزع شباب الاعتدال والإصلاح حق المبادرة والابتداع في تحركهم بدلاً من حصر وجودهم في المسيرات فقط .. وأيضاً أقترح على الشباب المناهضين أن يخرجوا من تحت عباءة المشايخ وعجائزالمعارضة الذين انتهت مدة صلاحيتهم، وأن يتحرروا من الكراهية التي تتمدد في جوفهم فتؤذيهم كما تؤذي غيرهم ، في حال لم يرغبوا بإعادة إنتاج عراق آخر .. وبعد الخروج أرى أن يلتقي شباب المعارضة وشباب التأييد ويعلنوا برلمانا للحوار وتقريب وجهات النظر برعاية رئيس شاب أثبت وطنيته بعداوة إسرائيل وأمريكا وحلفائها كما لم يستطع قائد عربي أن يفعل منذ ظهور السيد حسن نصر الله..
لقد وقفت مع الناس وضدهم زمناً طويلاً.. معهم في حقوقهم وضدهم في حقوق غيرهم عليهم، ورأيت أن كل صاحب حق في أمر ظالمٌ في أمرٍ آخر، والعكس صحيح، وقدتأكدت أن لا شياطين ولا آلهة بين السوريين الذين خرجوا جميعاً من رحم أم اسمها بلاد الشام، ويفترض بأولادها البارين أن يتشاركوا محبتها بدلاً من أن يحققوا فجيعتها بهم.. ولأني أخشى أن الصراع على الأرض سوف يتحول ليغدو بين جمهور المؤيدين وجمهور المعارضين، أدعو إلى تشكيل برلمان للشباب السوري، يستمر انعقاد جلساته بشكل يومي، لوصول الفرقاء إلى نقاط التقاء تساعد في إعادة الإستقرار وحقن الدماء التي لم تسفح بعد، لأن العدو بينكم، وهو يستعين بكم عليكم، يحاصركم بأحقادكم ويقتلكم برصاصكم، فهل أنتم مستيقظون أم بكراهيتكم متدثرون ؟
إلى صديق سابق.. ومما قاله أستاذنا المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ***وصدق مـا يعتـاده مـن توهـم
وعـادى محبيـه بقـول عداتـه***وأصبح في ليل من الشك مظلـم
أصادق نفس المرء من قبل جسمه*** وأعرفهـا فـي فعلـه والتكـلـم
وأحلم عـن خلـي وأعلـم أنـه *** متى أجزِهِ حلماً على الجهل ينـدم