متى سَتُشْرِقُ في أَرْواحِنا عَدَنُ
سعادةً ينطوي في نَشْرِها الحَزَنُ
مُخِيْفَةٌ هذهِ الدُّنيا بساكِنِها
فليسَ يصفو بها للشَّاعِرِ السَّكَنُ
هَبَّ الأنامُ على بحرِ الحياةِ عَواصفاً
فَجُنَّتْ على أمواجها الفِتَنُ
ياوَيْلَ مُجْتَمَعاتٍ طالما أتَّبَعَتْ
ظنّاً تضلُّ بهِ الأريافُ والمدُنُ
الفَرْثُ والدَّمُ ما أنتمْ عليهِ ولا
يكادُ يخرجُ منهُ السَّائغُ اللَّبَنُ
عَنَيْتُ بالسائغِ الإنسانَ مُزْدَهِراً
بقلبهِ أنبياءُ اللهِ والسُّنَنُ
نَظَمْتُ قلبيَ شعراً لَوْ تَمُرُّ على
رؤاهُ أَجْفانُ أهلِ الطَّيْشِ لا تَّزَنُوا
كانَ القريضُ هِلالاً ثُمَّ تَمَّ على
شعري فها هُوَ بَدْرٌ كامِلٌ حَسَنُ
وَحَقِّ أَبْحُرِ شعرٍ خُضتُها شَغَفاً
وعبقريّاتُ آمالي بها سُفُنُ
ما فاتَ مُبْدِعَ آدابي النُّبوغُ ولا
أزرى بقوَّةِ إبداعاتِهِ الوَهَنُ
لكنَّ حَظّي بخيلٌ كالأنامِ أَلاَ
إنَّ الكريمَ بأهْلِ البُخْلِ مُمْتَحَنُ
رَبَّاهُ عفوَكَ عَنْ قلبي وصاحبهِ
وليتَ أَنَّهما المَهْدِيُّ والزَّمَنُ
أُحِسُّ أنَّ البرايا غُرْبةٌ حَضَرَتْ
وأنَّ نفسي لهذي الغُرْبةِ الوَطَنُ
متى سيرحَلُ عَنْ سَمْعي ضجيجُهمُ
وعَنْ جفونيَ مِنْ نُوَّامِهمْ وَسَنُ
كلُّ الأنامِ ذنوبٌ لا يُطِيْحُ بها
إلاّ انتقامٌ مِنَ الرحمنِ أو مِنَنُ
لئنْ تأكَّدْتُ حقّاً أنني بَشَرٌ
فقد تأكَّدْتُ أَنّي باللّظى قَمِنُ
مالي سوى ثِقَةٍ باللهِ أُعْلِنُها
لعلَّ مغفرةً منهُ هيَ الثَّمَنُ
سام يوسف صالح 31/7/2012م